الشاعر محسن بن عبدالكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاق 1191 - 1266 هـ

هو محسن بن عبدالكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاق الصنعاني
ولد في صنعاء وتوفي فيها.
نشأ في بيت علم وفقه وأدب درس على يد والده ثم درس علوم المنطق والبيان والمعاني والنحو والفقه والتفسير على يد علماء صنعاء.
عمل بالتدريس في بعض مساجد صنعاء، مثل مسجد الفليحي.
كانت داره في الروضة ملتقى أدبيًا تعقد فيه مجالس الشعر ومساجلاته

الإنتاج الشعري:
- له مرثية في ابنته الصغيرة نشرتها مجلة «اليمن» نوفمبر 1999 وديوان «ذوب العسجد في الأدب المفرد من نظم المولى المحسن بن عبدالكريم بن أحمد» مخطوط له نسخ في مكتبات الجامع الكبير بصنعاء ونسخة بدار الكتب المصرية برقم (4792 أدب) ونسخة بالفاتيكان (1068) ونسخة في جامع العبيكان بصنعاء برقم (89).

الأعمال الأخرى:
- له مصنفات ورسائل أدبية وتاريخية وفقهية، جميعها مخطوط، توجد نسخ من بعضها بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء، منها:
«جامع المفردات» - مخطوط
«الهيكل اللطيف في حلية الجسد الشريف»
«الروض النادي في سيرة الإمام الهادي»
«لفحات الوجد من فعلات أهل نجد»
شاعر يلتزم الوزن والقافية في مطولات وقصائد تتنوع بين المدح والغزل والرثاء والمراسلات والإخوانيات وله شعر سياسي يحرض فيه الإمام على تأديب بعض المناطق أو القبائل المتمردة وله في رثاء ابنته الطفلة قطعة تفيض ألمًا وحنينًا وإن جاء ختامها تقليديًا وله أنظام فقهية لشرح بعض العلوم التي كان يقوم بتدريسها لطلابه كما كان ينظم الشعر الفصيح والشعر الحميني (باللغة اليمنية المحلية) وقد جمع بين النوعين في ديوانه المخطوط.

من قصيدة: أوامر الغرام

لعـمـرُكَ إن الـحـبَّ أخـفى مـن الســـــــرِّ *** وأظهـرُ عـند الـمستهـام مـن الهجـــــــرِ
لـدولـته أمـرٌ ونهـيٌ عــــــــــلى النهى *** وسلطـانُهـا فـي الـبرّ مـاضٍ وفـي الـبحــر
متى تأمـرِ العـيـنَ الصحـيحة بـالـبكــــا *** تجـود ببحـرٍ لا بَكـــــــــــــيٍّ ولا نَزْر
وإنْ أقسمتْ لا تطعـمَ الغمضَ مقــــــــــلةً *** وفَتْ لأسـير الـحـبِّ بـالقَسَم الـــــــــبَرّ
تَجهّمَ لابن الجهـمِ وجهُ غرامهــــــــــــا *** فأودى بـه بـيـن الرصـافةِ والجســــــــر
ومـا راقبتْ فـي مُسلـــــــــــــمٍ قطُّ ذمّةً *** فخرَّ صريعَ الـبِيضِ مـنهـــــــــــنَّ والسُّمْر
فللّهِ أحكـامُ الغرامِ فإنهـــــــــــــــا *** أرقُّ مـن الشكـوى وأقسـى مـن الهجـــــــر
ولله مـا أحـلى الهـوى وأمــــــــــــرَّه *** وأجهَلنـي بـالـحـلـو مـنه وبـالـــــــمُرّ
ولله نظـمٌ لفـظُه الـــــــــــــدرُّ مُؤنقًا *** ومعـنـاه أسـرى فـي العقـول مـن السحـــر
كأنّ معـانـيـه ورقّةَ لفــــــــــــــــظهِ *** خلـيـطـان مـن مـاء الغمـامةِ والخمـــــر
تفـاءلَ بـالفتح القــــــــــــريب وبشّرتْ *** بنـيل الـمـنى أعـدادُ ألفـــــــاظِه الغُرّ

من قصيدة: لذّ له الغرام:

رأى فَهَوَى فلـــــــــــــــــذَّ له الغرامُ *** فؤادٌ مـا يُسلّيـه الـــــــــــــــــمدامُ
دعـاه للغرام بـه حـبـــــــــــــــــيبٌ *** يغار لـحسنه الـبـدرُ الـتـمـــــــــــام
فلـي مـن جفـنه سحـرٌ حـــــــــــــــلالٌ *** ومـن جفـنـي له نـومٌ حـــــــــــــــرام
إذا أنـا لـم أنل فـي الـوصل سهـــــــمًا *** فلـي مـن طَرْفه الأحـوى سِهـــــــــام
أعـاذلُ لا شـربتَ الـحـــــــــــــبَّ كأسًا *** ـــــــــــــــــــأنُصْحٌ أم مَلامٌ مُ
لقـد أُولعتَ بـالـتعـنـــــــــــــيف حتى *** كأنك بـالـمـلامة مُستهــــــــــــــــام
وبـي مَن طـال فـــــــــــــــي فرعٍ وفرقٍ *** لهـا بـيـن الجـديـديـن الخِصــــــــــام
رداحٌ فـي أثـيل الجَعـدِ مــــــــــــــنه *** يُرى بـدرٌ يحفّ بـــــــــــــــــه الظلام
إذا مـا نـادمَتْنـي مقـلـتـاهـــــــــــا *** بكأس الثغرِ كـان لهـا انــــــــــــتظام
حَلَتْ جِيـدًا وحـلّتْ قـلـبَ صـــــــــــــــبٍّ *** فـمـرَّ بـمسمعـي فـيـهـا الـمـــــــــلام
عِذابُ جـواهـرٍ أُودعـنَ فـــــــــــــــاهًا *** أقـلُّ عَذابِ نـاظـمهـا الهـيــــــــــــام
وقـائلةٍ إخـال عـلـيكَ تبــــــــــــــدو *** مخـائلَ مـن مشى فـيـه الــــــــــــمدام
فقـلـتُ وحُقّ ذاك بأن عــــــــــــــــندي *** نظامًا عـنده يـــــــــــــــــقف الكلام
أتـانـي مـن بـلـيغٍ لا يُبــــــــــــارى *** فـمـا أدري أخمـــــــــــــــرٌ أم نظام؟
يحـلّ الـحسنُ مـنه كلَّ بـيـــــــــــــــتٍ *** ويسكـن فـيـه لطفٌ وانسجـــــــــــــــام

يا قرة العين:
يرثي ابنته الصغيرة

كـنـتُ أخشى عـلـيكِ يـا قـرّةَ العَيْــــــــ *** ـنِ مـن الشمس أو مـن الأنــــــــــــواءِ
وأخـاف الأذى مـن النـاس إنْ حــــــــــا *** نَتْ، وفـاتـي وأنـتِ فـي الأحـيـــــــــاء
عجـبًا للفؤاد لـم يـــــــــــــــــتصدَّعْ *** حـيـن أنّتْ مـن شدّة الــــــــــــــبُرَحَاء
عجـبًا لـي كـيف استقـــــــــــــرَّ فؤادي *** مـن سمـاع الأنـيـن فـي أحشـائـــــــــي
قُطِفتْ زهـرتـي الـتـي كـنـتُ أنســـــــــى *** حـيـن أشـتـمّهـا جـمـيعَ عـنـائـــــــــي
قُطفتْ زهـرتـي الـتـي هـي أُنســـــــــــي *** وحـيـاتـي فـي بُكرتـي ومسـائـــــــــــي
قُطِفتْ بـالـممـات ريحـانةُ القَلْـــــــــــ *** ـبِ الـتـي ريحُهـا دواءٌ لـدائـــــــــــي
وإذا مـا سمعتُ مـنطقَهـا الـحُلْـــــــــــ *** ـوَ، وتبـديلَ دالهـا بـالـيــــــــــــاء
فكأنـــــــــــــــــــي سمعتُ نغمةَ داوو *** دَ، ودبَّ الرحـيـقُ فـي أعضـائــــــــــــي
غـيرَ أنـي أبثّ مـا بـي مـن الـــــــــحُزْ *** نِ عـلـيـهـا إلى بـديع السمـــــــــــاء
راجـيًا مـن نـواله الجـمِّ بـيـتَ الْـــــــ *** ـحَمدِ فـي الخُلْد أن يكـونَ جزائــــــــــي
فله الـحـمدُ والثنـاء عـلى مـــــــــــا *** قـد قضـاه مـن نعـمةٍ وبــــــــــــــلاء
حـمدُ مُستــــــــــــــرجِعٍ، وإن مسّه السُّوءُ *** وراضٍ بأخذه والعطــــــــــــــــــاء
وبكـائـي عـلى الـمـصـاب وحـزنـــــــــي *** رحـمةٌ فـي جـبـلّة الضعفـــــــــــــــاء
عـلـمَ اللهُ كـونَهـا فعفـا عَنْــــــــــــ *** ـهـا، وكـان الرحـيـمَ بـالرُّحـمــــــــاء

مصادر:
1 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
2 - محمد بن علي الشوكاني: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - مطبعة السعادة - القاهرة 1348هـ/ 1929م.
3 - محمد بن محمد زبارة الصنعاني: نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر - مركز الدراسات والبحوث - اليمن، دار العودة - بيروت (د. ت).
4 - الدوريات: - إبراهيم عبدالله عيسى: مخطوطات الدواوين اليمنية في مكتبات الخافقين -
مجلة اليمن (ع14) - مركز البحوث والدراسات اليمنية - جامعة عدن - نوفمبر 2001.
- جعفر الظفاري: تاريخ الشعر الحميــني في اليــمن - مجلة اليمــن (ع6) - 1996.

ملاحظة : بسبب طول وثراء هذا الموضوع فسيتم إستكماله في وقت لاحق