الحافظ عبدالقادر بن أحمد الكوكباني 1169هـ - 1223هـ

إبراهيم بن عبدالقادر بن أحمد بن عبدالقادر بن عبدالرب بن علي بن شمس الدين الكوكباني.

القرن الذي عاش فيه:
13هـ / 19م

تاريخ الميلاد:
18 - 9 - 1169 هـ / 15 - 6 - 1756 م
تاريخ الوفاة:
13 - 9 - 1223 هـ / 1 - 11 - 1808 م

السيرة الذاتية:
يتصل نسبه بـ(الحسن بن علي بن أبي طالب).
ولد في مدينة صنعاء وتوفي فيها، ونشأ بداية في (كوكبان)، وهي منطقة تتبع محافظة (المحويت) حاليًا.
عالم، فاضل. ارتحل من (كوكبان) إلى صنعاء مع أبيه العلامة (عبدالقادر بن أحمد الكوكباني)، وزامل الإمام (محمد بن علي الشوكاني) في دراسة بعض فنون اللغة، والمنطق، والتفسير، حتى أجاد كثيرًا من العلوم والفنون، فقرأ على والده (الأمهات الست) واستجازه فيها، ثم أخذ عن أكابر العلماء الأعيان في عصره، كالعلامة (يحيى بن المطهر بن إسماعيل)، والقاضي (عبد الرحمن بن أحمد البهكلي)، والعلامة (إبراهيم بن محمد بن يحيى)، والقاضي (الحسين بن محمد العنسي)، والقاضي (محمد بن علي العمراني)، والعلامة (محسن بن عبد الكريم بن إسحاق)، والوزير (الحسن بن علي حنش) وكثير من علماء تهامة اليمن.
وبعد موت والده، قصده طلبة العلم، فعكف على تدريسهم، وقرءوا عليه في فنون متعددة، ومن تلامذته المشهورين، الفقيه: (لطف الله بن أحمد جحاف) مؤلف كتاب: (درر نحور الحور العين)، والعلامة (إبراهيم بن عبد الله الحوثي) مؤلف كتاب: (نفحات العنبر)، وقد كاتب كثيرًا من علماء عصره وأهل البلاد الشاسعة.
من مؤلفاته: 1-فتح المنان في بيان حكم الختان. 2-كشف المحجوب عن صحة الحج بمال مغصوب. 3-الحكم القيم في حكم تلاوة المتيمم. 4-إبانة المقال في حكم التأديب بالمال. 5-إنباه الأنباه في حكم الطلاق بإن شاء الله.6-حلاوة الذوق في الكلام على شبَّ عمروٌ عن الطوق. 7-فتح المتعال بجوابات صاحب رَجَّال: أجوبة على الشيخ (أحمد بن عبدالقادر الرجالي). 8-حاشية على (ضوء النهار). 9-التنبيه على ما وجب من إخراج اليهود من جزيرة العرب.
كان طويل النَّفَس في مصنفاته، كثير التعرض للأطراف والتواشيح بالفوائد، وهو لا يتقيد بمذهب معين، بل يعمل بنصوص الكتاب والسنة، ويجتهد رأيه، قال عنه الإمام (محمد بن علي الشوكاني) في كتاب: (البدر الطالع): "برع في جميع المعارف، وصار من علماء العصر المجيدين، والمفيدين".
وله شعر قليل رائق، ومن ذلك قصيدته المشهورة، التي وجَّهها إلى الإمام (الشوكاني) يسأله فيها عن اتصال الأرواح، ومما جاء فيها:

ما يقول الإمام علامة العصـ *** ـر ومَن نور علمه في ازديادِ
في محبٍّ قد شفَّه البعد عنكـم *** فغدا طرفه حليف السُّهـــادِ
أترى أن يُزار فضلاً لــتنزاح *** عن الصبِّ موجبات البعـــادِ
أم عليه بأن يزور، أم القصــ *** ـد اتصال الأرواح، لا الأجسادِ؟

وقد أجابه (الشوكاني) بقصيدة مماثلة، جاء فيها:

الجواب الذي أراه صـــوابًا *** ترتضيه أئمة النقــــــادِ
أن قرب الأشباح في هذه الدار *** هو الوصل عند أهل الــودادِ
لو أفاد اتصــالُ روحٍ برُوحٍ *** في ودادٍ مع طويلِ بعــــادِ
كان لغوًا جميع ما ذكر الناس *** عن الهجر والبكا والسُّهــادِ
إنما ألهب الجوانحَ مِــــنَّا *** وأسال الدموع سيلَ الـوادي
بُعْدُنا عن مرابعٍ حل فيهــا *** من أحل السقام للأجســـادِ
إنما قطَّع الفؤاد بعــــاد *** قطَّع الله قلب هذا البُعَـــادِ

ومن شعره الرقيق، قوله أيضًا:

وفي القلب جمرٌ من صدودك موجعُ *** وطيب ثناء فوقه يتضـــــوعُ
ومن كان في قلب المحبِّ سكـونه *** ومَنْ حُبُّهُ لم يخلُ في القلب موضعُ
فسيَّان منه قربه وبعــــــاده *** على أن قرب الدار للمرء أنفـــعُ

ومن وصفه الرائع قوله:

صدَّرتْ للسلام تأخذ عهـــدًا *** من رياض تزري بنهر الأبلَّـهْ
قد تغنت طيورها في غصـونٍ *** ألبستها الغمامُ أحسن حلَّــهْ
وتمشى النسيم فيها علــيلاً *** وسقاها جون السحاب وَوَبْلَهْ
بعد أن تبلغ السلام عليكــم *** وتؤدي في الكف سبعين قبلهْ

جمع إلى طيب محتده حسن أخلاق، وكرمًا، وعفافًا، وتواضعًا، وشهامة نفسٍ، وصلابة دينٍ، ورجاحة عقلٍ، قال عنه المؤرخ (لطف الله جحاف) في كتابه: (درر نحور الحور العين): "كان سهل الحجاب، لين الخطاب، كثير الحياء، محبًّا للخير، صابرًا على تعليم الطالب".
وذكر الإمام (الشوكاني) أن وفاة المترجم له كانت في الثالث عشر من شهر رمضان سنة 1223هـ، وذلك خلافًا لما ذكره (محمد بن محمد زبارة) في: (نيل الوطر) من أن صاحب الترجمة، توفي في الثالث والعشرين من رمضان في السنة نفسها.