قصيدة المهدي بن أحمد الجيوري المسماه (( لامية الجيوري ))
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة المهدي بن أحمد الجيوري المسماه (( لامية الجيوري ))
ابــداء بـمـن جـل فـي تــوحـِيــده وعــلا *** والـحــمـدُ لله حـمــدا وافــرا جُــمــلا
يا رب صـلِ عـلى الـمخُـتار مـِن مُضـرٌ *** مــا دام يسُـمـع فـي الآذان حـي عـلا
كـم فـي السمـوات والأرضيـن من عـبرٌ *** لـمــن تـفـكــر بــالأسحار وابــتـهــلا
طــوبـى لـقـوم تـجـافـوا عن مضاجعـِهـم *** وويـح قــوم اطـالـوا الـنوم والكـسلا
إلـى مـتـى انــت بـاللــذات مشـُــتــغــــلً *** الإثــم حــل وخيـر الـعُمـر قد رحـلا
قـد يـسـبـق الـمــوت مـا أمـلــتــهُ لــغــدٍ *** كُــن مُـستـعـداً لـه واستـقرب الأجـلا
وآت الـصـلــوة بـقـلــبٍ خـاشـع يــقـضً *** مـــودعٌ لا ريــا فــيــهــا ولاخُـــيــلا
حُـب الـثـنـاء يـحُـبـط الأعـمـال فـأتــقِــهِ *** واخلص لمولاك تُقبل وأحرس العملا
الـنـيــة الأصــل والــرحـمــن مُــطــلــعٍ *** والـحـافـظـان لـديــنـا قــط مـاغــفــلا
آســرْ مـاشــئـــت ان الله يـُـظــهــر مـــا *** أظــمـرتــهُ شـِبـه مصباحٌ اذا اشتعــلا
وآت الـجـمـاعـة في اقـصى مساجـدهــا *** مـؤقـتــا ثــم كــن بـالـذكــر مشُـتـغـلا
مـن كــان يـاسـيــن والــقُــرأن عـِـدتـــُهُ *** لـم يـخــش في دهـره نقصا ولا خلـلا
لا تـحـســدن ســوى الـتــالـي لــهُ ابـــداً *** ومــن لأمـــوالــه فـــي الله قـــد بــذلا
خيــر الأمـور عـن المـخـتار اوسطـُها *** لا كالـكــرى وحْضْجَـرٍ فاعرف المَـثَلاَ
لله در اُنـــاسٍ قـــــــدمــــوا لــــغــــــدٍ *** زاد الـــمــآل بِــــمَـــالٍ نَــبَـــلَ النُــبــــلا
للــضـيــف والـجـار والـقُـربـى يُـقربةُ *** الـــى الــرقـيـب ومـن يـبـخـل فـقد خُـذلا
وآس الـمـساكـيـن اضــيـاف الإله ولا *** تـنـهـــر مُـلـِحـاً وخـــل الــشُــح للـبـُـخـلا
وحـِب فـي الله وابغض فيهِ واعـط لـهُ *** وأعــمــل بــآخـــر آي الـنـحل يـا رجــلا
أحـسـن الى الـناس وانفعهم وحِب لهم *** مــا احـبـبـت للـنـفـس هـذا منهـج الفُضلا
اهــل التفـكـر في صمـتٍ وان نـطقـوا *** فــالـــذكــر او نـظـروا فـالأعـتـبـار جـلا
من خاف مولاهُ خاف الخلق منهُ فكُـن *** اشـــــد لله حُــــبــا راجــــيــــا وجـــــــلا
مـن يـتـق الله يُـكـفـى كُـلَّ مسـآلة حقـا *** ويُـــسـعــدُ فــي الــداريـــن ان فـــعـــــلا
فــكُــل شـيـئ يُـطـيـع الطائعيـن ومـن *** قـــد خــالــف الـنـفـس فـي أهـوائـها وقلا
الإستقامة فرضٌ في كل الأمور فخف *** صـغـائــر الـذنـب كـم قـد اهـلكـت جُـمـلا
وكُـــن مــع الله وأستمـسك بعـروتـــهِ *** وارعـى الـمـعـيـة بـالـتـعـظـيـم تـــرقَ الا
نـيـل الـمـعـالـي مـواهـــيـبٌ مـــقدرة *** ومــن سـعـى لـنـيـل مـــكـتـوبــهِ سـهُــــلا
عــليــك بــالـعـلــم مـا اعلى مراتبــهُ *** واعـمــــل بــهِ ودع الـتـسـويـــف والمــللا
ومـــن يُــسَــمِّــعْ بعـلم كي يُقال ثوى *** كالكـلـب فـي اللهث او كالـــعيـر اذ حــملا
تــرتـاح نفسُـك يـا مسكين ان مُدحت *** يــا رحـمتـاه لهـا يـــوم الــوقــوف عـــــلا
نـشـرُ الصـحيـفـةِ والجبار منُـتـصفٌ *** هـــذا يُــغـــل وهـــذا قــــد شـُفـــي غُـــللا
دع الـنفـاق فــذ و الوجـهـيـن مُحتقـرٌ *** وذو اغـتـيـاب وكــالـنّـمـامُ بــــيــن مـــــلا
سـلامـة الدين في ترك الضِرار بهـم *** مـن اي وجــهً فــدعـهم وابـــق مـُعــتـــزلا
مــن يـتــقِ الله فـلـيـحـفــظ امــانــتـهُ *** مـنـهـا الـجـوارح فـالإيـمـان قــد كُـــمِــــلا
الـبطـن والفـرج والأطـراف موبـقـةٌ *** واحــفـظ لـسـانـك والأذنــيـن والــمُــــقـــلا
لا تـنطـق الا بـما فـيه الـثـواب ودع *** ضـحـكا ومـزحا ومـا يـسـتـنـكـر الكُــــمـلا
جـالس كتابك واقراء في العلوم ودع *** مــجـالـس اللـغــــو والـنـســوان والــــرُذلا
وكُن كـ ياسـيـن في صمتٍ وفي خُلقٍ *** وكـالــوصـي صــدوقــا اورعــا بـــطـــلا
وكُـن سـخـيـا سلـيــم الـصدر ذا صلةٍ *** لـِمـن اساء مـن ذوي الــزلات والـثَـقَــــلا
واصبر كـ صبـرِ ابي بكـرٍ لشـاتـِـمـةِ *** تــظــفـرْ وتُــؤجـر وتسـلم شـر من جـهـلا
بســورة العصـر مايغُـنيك عن نـزقً *** وعـــن مـُـداهــنـةٍ فــأصــدع بــمــا نــزلا
مـن اسخط الخلق في مرضات خالقةِ *** ارضـاهُــمُ عــنـهُ ولــيـحـذرهُ ان عــــدلا
إن الـقـضا خـطـرٌ صـعـبٌ مـسـالِكـهُ *** يــاذابــحــاً نــفـســهُ لا بـالــمُـدا قُــــتـــلا
دع الـهـوى والريا والفخر مع كـذب *** والـكـبـر والـغـيـظ والإعـجـاب والـعُـجـلا
يــروي لسانُــك بـيـن الجمرتين فدع *** مـافـيـه ريـب وكُــن بـالـنـفـس مُـحــتــفـلا
لا تَــرجُ او تـخـشـى غيـر الله إن اذا *** واقِــيــكُــــهُ الله تــبــقـــا أمـــنـــا جـــــذلا
ولـو تـجـمـع اهـل الأرض ماقطعـوا *** عــلـيــك حـــبــلاً بــحــبــل الله مُــتـصــلا
مــن راقـب النـاس لم يظفـر بمطلبـهِ *** وفــاز مـن لــم يَـخَـــفْ فـي الله لـومــة لا
أنـظـر الــيـهــم فــعـيـن الله نـاظــرهٌ *** هُــــم الأمــانــه والـراعــي لـهـا حَـــمَـــلا
جــاء الـحديث بلـعـن الجائرين ومن *** للـحــق يـــكــتُـــم او للـسُــحــت قــد اكــلا
ومــن يُـعــنْ ظـالما يا صاح يُغرِ بهِ *** لا تــبــدَ بـالأمــر حــتـى تــأمــن الـــزلـلا
ومـن طـغى فـاتـلُ آيِّ النازعـات لهُ *** من خـالف الـشرع اجـرى الجـور والخـللا
فـالـدهـر يُـخـزيـة والأيام تُـخـبـــرُهُ *** هــذا بـــذاك وحــســب الـــمــرء مـافـعــلا
لاتنـهـهـم عـن قُـبـيح ثـم تــفـعــلــهُ *** كـأعـورٍ عـاب مـن بــعـض الـورى حُـــولا
من سام في الظلـم لم يسلم سمومتة *** كـــشـارب مـــن حــمــيــمٍ ظــنـــهُ عَــســلا
من حار في الأمر فليترك هواه ومن *** يـحـتـل بإثـمٍ لـجـذب الـشيـئ لــن يــصـلا
عــامل إلهـك واحــذر كُــل مشـتـبــة *** او تــرك فــرض زكـوة تــمُـحـق الجُـمـلا
رأسُ الـخـطـايا جـميعا حُب عاجـلـةٍ *** مـــن عـــزَّ فـــيــهــا بـغـــيـر الله اُبــتُـــذلا
خُــلـقــت فــي كـبــدً للأخــتـبـار بها *** بــالـخـيـر والــشــر كـــم قــد غــرةِ الأُولا
فـكـم تـرى بـيـن من غـرتهُـمُ فـتــنـاً *** والـكِـبـر والحـرص والأحـقـاد والــخُـيــلا
والمكـر والخـدع ثـم البغي مصرعهُ *** والـنـكــث والظـلم والإقْـــــراد والــجـــدلا
وزاهــداً مـاشـياً هــوناً يـقـول غـــداً *** فـيــه الــسـبـاق وخـل الـخـيــل والـخـــولا
تـورعـا طـلـق الـدُنـيـا التي خـدعـت *** ابـنـائـهـا مـن عـنا فـي جـمــعـهـــا ومــلا
مـن نـال مـنهـا الـمُـنى الـقـت مـنـيتهُ *** بــعــد الـتـــجــرع مــن اهــوالـها عِـــلَـلا
كم اضـحكـت ثم كم ابكت وكم وهبت *** واستـرجـعـت من عـظـيـم طـاول الـقُــللا
مــن حـميرٍ الـفُ ملك في ضرائـحهـم *** وأســعــد الكـــامـل الـمـشـهـور قــد افـلا
فــأصـبحــوا لاتُـــرى إلا مـسـاكـنـهـم *** كـحــالـم الـنـوم او ظـــلٍ اذا انــتـــقـــلا
فصدقُـهـا كـذبٌ والـدهــر مُـنـضــربٌ *** إن سَـــرَّ غــم وان عـافـا انـتـج الـعِــللا
والـنـاسُ اعـــوان مــن والـتـهُ دولـتُـهُ *** تـرى الـنـفـاق وهــم اعـداء مـن عُــزلا
ومـن رقـا حـسـدوه والـهـبــوط عـلـى *** قــــدر الـعــلـــو فــيـا لله مــن خــمـــلا
فــكُـن كـأبـن لـبـونٍ عـنـد فِـتـنــتــهــم *** وكـالــنــعــامــةِ لا طـيـرا ولا جــمـــلا
مـن يــدر دارا فــدار الـنـاس مُحـتسبا *** والـجـار اولــى والا فـاخـتَــر الـنُّــقَـــلا
والـطـبـــع كـاللـون كـم خِـلٍ بــهِ خللٌ *** خـل الشـقــاق تـحـلا واهـجُــر الـسُـفـلا
منـهـم ذيـابٌ وكــالـيـربـوع او سُـبــعً *** فـثــق رويــدا فــمـن يـغـتــر ماعــقـــلا
واقــنــع تُــعــز ولا تـطـمع تُــذل ولا *** تــسـأل تـهُــن وسـل مــولاك لا الــدولا
كـم بـيــن شـاكٍ إلى الـمخلوق حاجتهُ *** ومـحُـسـن الـظـن فـيـمـن فضلـهُ شــمـلا
ولا تــمـلــق لمخـلــوقٍ على طًــمــعٍ *** فـالـنـاسُ كـالـتا أمير الـجـنـد والـجُـهــــلا
لا يـنـفـعُــون بـشـيـئ لايـكـونُ ومــا *** فـي الـكـــون يـأتـي اذا مـاوقــتــهُ وصلا
رقـت رقاب لمولا المال كم خضعـت *** بـِرقِ المطامع ظـلـت تحـتـةُ الــــعُـــقـلا
والله مــالـك غـــيـــر الله مــن أحـــــدٍ *** فـــحـسبُـــك الله لا يـغــنــي ســـواه ولا
ولن يُـصيـب سوى المكتوب فـارض بـهِ *** لن يعدوا المرء مافي اللوح قد نُـقــلا
ولــيــس يــعـلـمُ مـايـأتــي الـزمـان بــهِ *** إلا الــعــلــيـــم وامـــا ســـواهُ فـــــــلا
مـفـاتـح الغيـب خـمسً عنـده كٌـــتمـت *** مــحــت كـهـانـة مــن قـد راقـب الجُملا
مـع الـتـوكـل مـا للــنـجــم مـن أثـــــرٍ *** فــحـسـبُـك الله لا مـن يـنـتـظر زُحــــلا
سـبُـحانه خـارق الــعـادات خـالـِقُـها *** يــُدبــرُ الأمــر والــدنــيـا اصـبحــت دولا
فــي كـل يـومٍ لـهُ شـأنً وكُـل فـتــى *** فـانٍ ويــصـحـبـهُ فـي الـقـبــر مـافــعــــلا
يُـــقــلــب الله احــوالا أزمــتــهـــــا *** خـــفـــي ألــطــافُــهُ سبُــحـانـهُ وعــــــــلا
إن نـــاب أمـــرٌ فـفيه الـخيـر عاقبةٍ *** فــاشـكـر لنـعـمـاهُ وأصـبـر عـنـد كل بـلا
لا تُــبـدِ ســراً ولا فــقــراً ولا جــدةً *** ومـــذهــبـا وابــتــلاء والــــــذهـــاب الا
وبالقضاء فارضَ واحتل في الأمور *** وكُـن مـشـاورا مستخيرا قــافــيـا رُســلا
والكــون بالله معـمـورٌ بدور بـمـــا *** فـيـه الـصـلاح وقـد يـسـتـنكر الـــخُـــبـلا
وكُــلـمـا ضـر غـيـر الـنـار عافـيــةً *** وكُــلمـا ســـر غـيـر الـخُـلـد فهــو كَـــلا
وغـارة الله فـي التـفريـج أسـرع مـن *** إحـضـارهِـم عرش بلقـيـس الــذي حُملا
رقـا الخـليـلُ وقـد قـال الأمـيـن لــــهُ *** هــل حـاجةٌ ! فـتـلا أمـــا إلــيـك فــــــلا
الله أقــربُ مـن حـبـل الـوريـد فـثــق *** بـالله فـي كـل حــالٌ تــبلُــغ الأمـــــــــلا
عـــدلٌ عــلــيـمٌ فــــي تــصــرفـــهِ *** بـالـكــاف والــنـون فـيـمــا شــاءهٌ فـــعــلا
وفي الرضا واليقين الروح مـع فـرج *** والعكس في العكس فأزهد واقصِر الأملا
وغـايـة الـرزق والعمر الـفــواتُ سِوى *** كــانـا قـصيـرين عـــداً او هُـــمـا طولا
الا ارعــوا لــمـن ولـت شبــيــبــتـــهُ *** يــرجـوا النجـاة ولـم يســـلُك لهـــا سُــبـلا
كـم في التراب من الأتراب قد سبقوا *** فــاز المُـخـفُـون لا مــن ذنــــبُـهُ ثــقُــلا
فـحـاسـب النـفس والأنـفاس في نـفسٍ *** مـتـى وفت صِرت مُـلـقا مُثـقلا عــطـِلا
كُـل ابـن أُنـثـى وإن طـالـت سلامـتـهُ *** لابُـــد يُـحـمل فـوق النـعــش مُـرتــحـلا
الـمـوت آتٍ وانـت الأن فـي ســفـــرٍ *** تـجـري إلـى الـنــار أم تـلـبـس الـحُــلـلا
يـارب عـافِ وهـب حسن اليقـيـن لنا *** واخــتــم بـخـيـرٌ ووفـق واغــفـر الزللا
وارزُقــنـي البر في الأبـاء والقُـربـاء *** والـجـار والأصدقـا يـاخـيــر من سُـئـلا
أنـت الـغــنـي قــويٌ جُـل مـقـتــدرٍ *** إلـيـك فــقـري وضَعـفـي فأجــبُـر الخـللا
إليـك عـجزي وذُلي يـاعزيز أغـث *** ياحافـظـي يا حـفـيـظي أكـف كـل بـــلاء
وأغـفر لناظـِمها قـاضـي النبي كـذا *** سُــمـي بـهـذا لروئــيا رؤى الــفُـــضـلا
يـارب صــل عـلى طـه وعِــتـرتــهِ *** مـع السلام كـذا الأصـحـاب خــيـر مـلا
يا رب صـلِ عـلى الـمخُـتار مـِن مُضـرٌ *** مــا دام يسُـمـع فـي الآذان حـي عـلا
كـم فـي السمـوات والأرضيـن من عـبرٌ *** لـمــن تـفـكــر بــالأسحار وابــتـهــلا
طــوبـى لـقـوم تـجـافـوا عن مضاجعـِهـم *** وويـح قــوم اطـالـوا الـنوم والكـسلا
إلـى مـتـى انــت بـاللــذات مشـُــتــغــــلً *** الإثــم حــل وخيـر الـعُمـر قد رحـلا
قـد يـسـبـق الـمــوت مـا أمـلــتــهُ لــغــدٍ *** كُــن مُـستـعـداً لـه واستـقرب الأجـلا
وآت الـصـلــوة بـقـلــبٍ خـاشـع يــقـضً *** مـــودعٌ لا ريــا فــيــهــا ولاخُـــيــلا
حُـب الـثـنـاء يـحُـبـط الأعـمـال فـأتــقِــهِ *** واخلص لمولاك تُقبل وأحرس العملا
الـنـيــة الأصــل والــرحـمــن مُــطــلــعٍ *** والـحـافـظـان لـديــنـا قــط مـاغــفــلا
آســرْ مـاشــئـــت ان الله يـُـظــهــر مـــا *** أظــمـرتــهُ شـِبـه مصباحٌ اذا اشتعــلا
وآت الـجـمـاعـة في اقـصى مساجـدهــا *** مـؤقـتــا ثــم كــن بـالـذكــر مشُـتـغـلا
مـن كــان يـاسـيــن والــقُــرأن عـِـدتـــُهُ *** لـم يـخــش في دهـره نقصا ولا خلـلا
لا تـحـســدن ســوى الـتــالـي لــهُ ابـــداً *** ومــن لأمـــوالــه فـــي الله قـــد بــذلا
خيــر الأمـور عـن المـخـتار اوسطـُها *** لا كالـكــرى وحْضْجَـرٍ فاعرف المَـثَلاَ
لله در اُنـــاسٍ قـــــــدمــــوا لــــغــــــدٍ *** زاد الـــمــآل بِــــمَـــالٍ نَــبَـــلَ النُــبــــلا
للــضـيــف والـجـار والـقُـربـى يُـقربةُ *** الـــى الــرقـيـب ومـن يـبـخـل فـقد خُـذلا
وآس الـمـساكـيـن اضــيـاف الإله ولا *** تـنـهـــر مُـلـِحـاً وخـــل الــشُــح للـبـُـخـلا
وحـِب فـي الله وابغض فيهِ واعـط لـهُ *** وأعــمــل بــآخـــر آي الـنـحل يـا رجــلا
أحـسـن الى الـناس وانفعهم وحِب لهم *** مــا احـبـبـت للـنـفـس هـذا منهـج الفُضلا
اهــل التفـكـر في صمـتٍ وان نـطقـوا *** فــالـــذكــر او نـظـروا فـالأعـتـبـار جـلا
من خاف مولاهُ خاف الخلق منهُ فكُـن *** اشـــــد لله حُــــبــا راجــــيــــا وجـــــــلا
مـن يـتـق الله يُـكـفـى كُـلَّ مسـآلة حقـا *** ويُـــسـعــدُ فــي الــداريـــن ان فـــعـــــلا
فــكُــل شـيـئ يُـطـيـع الطائعيـن ومـن *** قـــد خــالــف الـنـفـس فـي أهـوائـها وقلا
الإستقامة فرضٌ في كل الأمور فخف *** صـغـائــر الـذنـب كـم قـد اهـلكـت جُـمـلا
وكُـــن مــع الله وأستمـسك بعـروتـــهِ *** وارعـى الـمـعـيـة بـالـتـعـظـيـم تـــرقَ الا
نـيـل الـمـعـالـي مـواهـــيـبٌ مـــقدرة *** ومــن سـعـى لـنـيـل مـــكـتـوبــهِ سـهُــــلا
عــليــك بــالـعـلــم مـا اعلى مراتبــهُ *** واعـمــــل بــهِ ودع الـتـسـويـــف والمــللا
ومـــن يُــسَــمِّــعْ بعـلم كي يُقال ثوى *** كالكـلـب فـي اللهث او كالـــعيـر اذ حــملا
تــرتـاح نفسُـك يـا مسكين ان مُدحت *** يــا رحـمتـاه لهـا يـــوم الــوقــوف عـــــلا
نـشـرُ الصـحيـفـةِ والجبار منُـتـصفٌ *** هـــذا يُــغـــل وهـــذا قــــد شـُفـــي غُـــللا
دع الـنفـاق فــذ و الوجـهـيـن مُحتقـرٌ *** وذو اغـتـيـاب وكــالـنّـمـامُ بــــيــن مـــــلا
سـلامـة الدين في ترك الضِرار بهـم *** مـن اي وجــهً فــدعـهم وابـــق مـُعــتـــزلا
مــن يـتــقِ الله فـلـيـحـفــظ امــانــتـهُ *** مـنـهـا الـجـوارح فـالإيـمـان قــد كُـــمِــــلا
الـبطـن والفـرج والأطـراف موبـقـةٌ *** واحــفـظ لـسـانـك والأذنــيـن والــمُــــقـــلا
لا تـنطـق الا بـما فـيه الـثـواب ودع *** ضـحـكا ومـزحا ومـا يـسـتـنـكـر الكُــــمـلا
جـالس كتابك واقراء في العلوم ودع *** مــجـالـس اللـغــــو والـنـســوان والــــرُذلا
وكُن كـ ياسـيـن في صمتٍ وفي خُلقٍ *** وكـالــوصـي صــدوقــا اورعــا بـــطـــلا
وكُـن سـخـيـا سلـيــم الـصدر ذا صلةٍ *** لـِمـن اساء مـن ذوي الــزلات والـثَـقَــــلا
واصبر كـ صبـرِ ابي بكـرٍ لشـاتـِـمـةِ *** تــظــفـرْ وتُــؤجـر وتسـلم شـر من جـهـلا
بســورة العصـر مايغُـنيك عن نـزقً *** وعـــن مـُـداهــنـةٍ فــأصــدع بــمــا نــزلا
مـن اسخط الخلق في مرضات خالقةِ *** ارضـاهُــمُ عــنـهُ ولــيـحـذرهُ ان عــــدلا
إن الـقـضا خـطـرٌ صـعـبٌ مـسـالِكـهُ *** يــاذابــحــاً نــفـســهُ لا بـالــمُـدا قُــــتـــلا
دع الـهـوى والريا والفخر مع كـذب *** والـكـبـر والـغـيـظ والإعـجـاب والـعُـجـلا
يــروي لسانُــك بـيـن الجمرتين فدع *** مـافـيـه ريـب وكُــن بـالـنـفـس مُـحــتــفـلا
لا تَــرجُ او تـخـشـى غيـر الله إن اذا *** واقِــيــكُــــهُ الله تــبــقـــا أمـــنـــا جـــــذلا
ولـو تـجـمـع اهـل الأرض ماقطعـوا *** عــلـيــك حـــبــلاً بــحــبــل الله مُــتـصــلا
مــن راقـب النـاس لم يظفـر بمطلبـهِ *** وفــاز مـن لــم يَـخَـــفْ فـي الله لـومــة لا
أنـظـر الــيـهــم فــعـيـن الله نـاظــرهٌ *** هُــــم الأمــانــه والـراعــي لـهـا حَـــمَـــلا
جــاء الـحديث بلـعـن الجائرين ومن *** للـحــق يـــكــتُـــم او للـسُــحــت قــد اكــلا
ومــن يُـعــنْ ظـالما يا صاح يُغرِ بهِ *** لا تــبــدَ بـالأمــر حــتـى تــأمــن الـــزلـلا
ومـن طـغى فـاتـلُ آيِّ النازعـات لهُ *** من خـالف الـشرع اجـرى الجـور والخـللا
فـالـدهـر يُـخـزيـة والأيام تُـخـبـــرُهُ *** هــذا بـــذاك وحــســب الـــمــرء مـافـعــلا
لاتنـهـهـم عـن قُـبـيح ثـم تــفـعــلــهُ *** كـأعـورٍ عـاب مـن بــعـض الـورى حُـــولا
من سام في الظلـم لم يسلم سمومتة *** كـــشـارب مـــن حــمــيــمٍ ظــنـــهُ عَــســلا
من حار في الأمر فليترك هواه ومن *** يـحـتـل بإثـمٍ لـجـذب الـشيـئ لــن يــصـلا
عــامل إلهـك واحــذر كُــل مشـتـبــة *** او تــرك فــرض زكـوة تــمُـحـق الجُـمـلا
رأسُ الـخـطـايا جـميعا حُب عاجـلـةٍ *** مـــن عـــزَّ فـــيــهــا بـغـــيـر الله اُبــتُـــذلا
خُــلـقــت فــي كـبــدً للأخــتـبـار بها *** بــالـخـيـر والــشــر كـــم قــد غــرةِ الأُولا
فـكـم تـرى بـيـن من غـرتهُـمُ فـتــنـاً *** والـكِـبـر والحـرص والأحـقـاد والــخُـيــلا
والمكـر والخـدع ثـم البغي مصرعهُ *** والـنـكــث والظـلم والإقْـــــراد والــجـــدلا
وزاهــداً مـاشـياً هــوناً يـقـول غـــداً *** فـيــه الــسـبـاق وخـل الـخـيــل والـخـــولا
تـورعـا طـلـق الـدُنـيـا التي خـدعـت *** ابـنـائـهـا مـن عـنا فـي جـمــعـهـــا ومــلا
مـن نـال مـنهـا الـمُـنى الـقـت مـنـيتهُ *** بــعــد الـتـــجــرع مــن اهــوالـها عِـــلَـلا
كم اضـحكـت ثم كم ابكت وكم وهبت *** واستـرجـعـت من عـظـيـم طـاول الـقُــللا
مــن حـميرٍ الـفُ ملك في ضرائـحهـم *** وأســعــد الكـــامـل الـمـشـهـور قــد افـلا
فــأصـبحــوا لاتُـــرى إلا مـسـاكـنـهـم *** كـحــالـم الـنـوم او ظـــلٍ اذا انــتـــقـــلا
فصدقُـهـا كـذبٌ والـدهــر مُـنـضــربٌ *** إن سَـــرَّ غــم وان عـافـا انـتـج الـعِــللا
والـنـاسُ اعـــوان مــن والـتـهُ دولـتُـهُ *** تـرى الـنـفـاق وهــم اعـداء مـن عُــزلا
ومـن رقـا حـسـدوه والـهـبــوط عـلـى *** قــــدر الـعــلـــو فــيـا لله مــن خــمـــلا
فــكُـن كـأبـن لـبـونٍ عـنـد فِـتـنــتــهــم *** وكـالــنــعــامــةِ لا طـيـرا ولا جــمـــلا
مـن يــدر دارا فــدار الـنـاس مُحـتسبا *** والـجـار اولــى والا فـاخـتَــر الـنُّــقَـــلا
والـطـبـــع كـاللـون كـم خِـلٍ بــهِ خللٌ *** خـل الشـقــاق تـحـلا واهـجُــر الـسُـفـلا
منـهـم ذيـابٌ وكــالـيـربـوع او سُـبــعً *** فـثــق رويــدا فــمـن يـغـتــر ماعــقـــلا
واقــنــع تُــعــز ولا تـطـمع تُــذل ولا *** تــسـأل تـهُــن وسـل مــولاك لا الــدولا
كـم بـيــن شـاكٍ إلى الـمخلوق حاجتهُ *** ومـحُـسـن الـظـن فـيـمـن فضلـهُ شــمـلا
ولا تــمـلــق لمخـلــوقٍ على طًــمــعٍ *** فـالـنـاسُ كـالـتا أمير الـجـنـد والـجُـهــــلا
لا يـنـفـعُــون بـشـيـئ لايـكـونُ ومــا *** فـي الـكـــون يـأتـي اذا مـاوقــتــهُ وصلا
رقـت رقاب لمولا المال كم خضعـت *** بـِرقِ المطامع ظـلـت تحـتـةُ الــــعُـــقـلا
والله مــالـك غـــيـــر الله مــن أحـــــدٍ *** فـــحـسبُـــك الله لا يـغــنــي ســـواه ولا
ولن يُـصيـب سوى المكتوب فـارض بـهِ *** لن يعدوا المرء مافي اللوح قد نُـقــلا
ولــيــس يــعـلـمُ مـايـأتــي الـزمـان بــهِ *** إلا الــعــلــيـــم وامـــا ســـواهُ فـــــــلا
مـفـاتـح الغيـب خـمسً عنـده كٌـــتمـت *** مــحــت كـهـانـة مــن قـد راقـب الجُملا
مـع الـتـوكـل مـا للــنـجــم مـن أثـــــرٍ *** فــحـسـبُـك الله لا مـن يـنـتـظر زُحــــلا
سـبُـحانه خـارق الــعـادات خـالـِقُـها *** يــُدبــرُ الأمــر والــدنــيـا اصـبحــت دولا
فــي كـل يـومٍ لـهُ شـأنً وكُـل فـتــى *** فـانٍ ويــصـحـبـهُ فـي الـقـبــر مـافــعــــلا
يُـــقــلــب الله احــوالا أزمــتــهـــــا *** خـــفـــي ألــطــافُــهُ سبُــحـانـهُ وعــــــــلا
إن نـــاب أمـــرٌ فـفيه الـخيـر عاقبةٍ *** فــاشـكـر لنـعـمـاهُ وأصـبـر عـنـد كل بـلا
لا تُــبـدِ ســراً ولا فــقــراً ولا جــدةً *** ومـــذهــبـا وابــتــلاء والــــــذهـــاب الا
وبالقضاء فارضَ واحتل في الأمور *** وكُـن مـشـاورا مستخيرا قــافــيـا رُســلا
والكــون بالله معـمـورٌ بدور بـمـــا *** فـيـه الـصـلاح وقـد يـسـتـنكر الـــخُـــبـلا
وكُــلـمـا ضـر غـيـر الـنـار عافـيــةً *** وكُــلمـا ســـر غـيـر الـخُـلـد فهــو كَـــلا
وغـارة الله فـي التـفريـج أسـرع مـن *** إحـضـارهِـم عرش بلقـيـس الــذي حُملا
رقـا الخـليـلُ وقـد قـال الأمـيـن لــــهُ *** هــل حـاجةٌ ! فـتـلا أمـــا إلــيـك فــــــلا
الله أقــربُ مـن حـبـل الـوريـد فـثــق *** بـالله فـي كـل حــالٌ تــبلُــغ الأمـــــــــلا
عـــدلٌ عــلــيـمٌ فــــي تــصــرفـــهِ *** بـالـكــاف والــنـون فـيـمــا شــاءهٌ فـــعــلا
وفي الرضا واليقين الروح مـع فـرج *** والعكس في العكس فأزهد واقصِر الأملا
وغـايـة الـرزق والعمر الـفــواتُ سِوى *** كــانـا قـصيـرين عـــداً او هُـــمـا طولا
الا ارعــوا لــمـن ولـت شبــيــبــتـــهُ *** يــرجـوا النجـاة ولـم يســـلُك لهـــا سُــبـلا
كـم في التراب من الأتراب قد سبقوا *** فــاز المُـخـفُـون لا مــن ذنــــبُـهُ ثــقُــلا
فـحـاسـب النـفس والأنـفاس في نـفسٍ *** مـتـى وفت صِرت مُـلـقا مُثـقلا عــطـِلا
كُـل ابـن أُنـثـى وإن طـالـت سلامـتـهُ *** لابُـــد يُـحـمل فـوق النـعــش مُـرتــحـلا
الـمـوت آتٍ وانـت الأن فـي ســفـــرٍ *** تـجـري إلـى الـنــار أم تـلـبـس الـحُــلـلا
يـارب عـافِ وهـب حسن اليقـيـن لنا *** واخــتــم بـخـيـرٌ ووفـق واغــفـر الزللا
وارزُقــنـي البر في الأبـاء والقُـربـاء *** والـجـار والأصدقـا يـاخـيــر من سُـئـلا
أنـت الـغــنـي قــويٌ جُـل مـقـتــدرٍ *** إلـيـك فــقـري وضَعـفـي فأجــبُـر الخـللا
إليـك عـجزي وذُلي يـاعزيز أغـث *** ياحافـظـي يا حـفـيـظي أكـف كـل بـــلاء
وأغـفر لناظـِمها قـاضـي النبي كـذا *** سُــمـي بـهـذا لروئــيا رؤى الــفُـــضـلا
يـارب صــل عـلى طـه وعِــتـرتــهِ *** مـع السلام كـذا الأصـحـاب خــيـر مـلا
مواضيع مماثلة
» قصيدة أخرى للقاضي العلامة ضياء الدين المهدي بن أحمد الجيوري
» المهدى بن احمد بن محمد الجيوري
» الحافظ عبدالقادر بن أحمد الكوكباني 1169هـ - 1223هـ
» مخطوطة الزاد الآخروي بخط القاضي المهدي وبعناية ولدة الحسن بن مهدي
» الشاعر محسن بن عبدالكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاق 1191 - 1266 هـ
» المهدى بن احمد بن محمد الجيوري
» الحافظ عبدالقادر بن أحمد الكوكباني 1169هـ - 1223هـ
» مخطوطة الزاد الآخروي بخط القاضي المهدي وبعناية ولدة الحسن بن مهدي
» الشاعر محسن بن عبدالكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاق 1191 - 1266 هـ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى